جيل الشباب الفلسطيني- Palestinian Youth
Overview
يُشكل الشباب الفلسطيني حوالي )% 30 ( ثلث المجتمع الفلسطيني، وتتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والتاسعة والعشرين من العمر. ويعيشون
اليوم واقعا حياتياً مختلفاً عن ما كانت عليه الأحوال في عهد الأجيال السابقة. وقد جاءت هذه الشريحة الشبابية في فترة ما بعد اتفاقية أوسلو 1993 ،
ولم تكن في اهتماماتها مسألة “حكم ذاتي فلسطيني » تعمل من أجله وتتطور في نظامه.
يُواجه الشباب الفلسطيني في حياته اليومية سياسات وممارسات «سلطة » احتلال عسكري إسرائيلي يتحكم في كل أوضاعه المعيشية، من إقامة
وعمل ودراسة وتنقل وغيرها، وفي نفس الوقت تتشكل في فلسطين بيئة اجتماعية منفصلة ومنقسمة ومقسمة بين جغرافية الضفة الغربية المحتلة
وجغرافية قطاع غزة المحاصرة، وأيضا في مناخ فكري وسياسي تتحكم فيه الخلافات والصراعات والانقسامات فيما بين الفصائل الفلسطينية،
وبشكل خاص فيما بين حركة فتح وحركة حماس.
يتأثر الشباب الفلسطيني بثقافة العولمة واستخدام الإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي في حياته اليومية شأنه شأن سائر المجتمعات في عالم اليوم،
حيث يشهد تحولات وتغيرات في مفاهيم اقتصادية، وثقافية وأدوات تكنولوجية.
يتوفر للشباب الفلسطيني اليوم ظروف وإمكانيات للدراسة العلمية والثقافية على نحو مغاير كثيراَ لما عهدته الأجيال السابقة وقد يكون أفضل من
ناحية المضمون والأدوات وأيضا النتائج، ولكن المشاكل والصعوبات التي تواجه جيل الشباب وخاصة في الانتقال إلى سوق العمل تؤدي إلى
ارتفاع معدلات البطالة.
يقف جيل الشباب اليوم في مقدمة المجتمع كواجهة رئيسية وأساسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت
والإصابات والاعتقال والتوقيف والاحتجاز والإبعاد والتنكيل، وأيضا الإهانة والاحتقار
لإنسانيتهم وكرامتهم، ويواجهون أقصى حالات «التمييز العنصري » في جميع جوانب حياتهم
اليومية، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية ومحاولات القضاء أو تشويه هويتهم الوطنية.
تراجعت آمال وطموحات جيل الشباب الفلسطيني عبر العقود الماضية أمام حالة العجز
العربي والفلسطيني الرسمي والأهلي في وقف سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي،
وخاصة في قضايا مصادرة الأراضي وبناء المستعمرات وجدار الفصل العنصري، وأيضا
أمام مسلسل الفشل في عقود من «التفاوض » و «الاشتباك » الإعلامي والتي أصبحت عنوانا
للتنديد والسخرية.
اختار جيل الشباب الابتعاد عن المشاركة السياسية التقليدية، الأمر الذي أدى إلى تدني معدلات
«حضور » جيل الشباب وتمثيلهم في المؤسسات الرسمية والفصائلية والمجتمعية، وقدرتهم
على اتخاذ أو التأثير على القرار السياسي