PASSIA Meetings (2004)
  Meetings & Workshops


Home > Dialogue Program >2004

 


عدنان سماره

فتح والانتخابات الداخلية والوطنية

 


عدنان سماره
نائب امين سر المجلس الثوري لحركة فتح

 

 14 كانون أول (ديسمبر)  2004


Download as Word Document

 

 

فتح والانتخابات الداخلية والوطنية

 

من هي حركة فتح ؟

نشأتها  وأصولها :

حركة فتح هي عبارة عن تجمع من الشباب الوطني الفلسطيني الذي تطلع دائماً وأبداً نحو تحرير فلسطين والذي انخرط في العمل الحزبي العربي، وعندما يأس من تحرير فلسطين عن هذه الطريق بدأ يفتش عن طرق أخرى. فهم إذن ذو خلفيات سياسية مختلقه (دينيه، وقومية ..) أي أنها منذ نشأتها وهي عبارة عن ائتلاف بين عدة قوى وتيارات سياسية فكان فيها المتدين، والقومي، والاشتراكي.. فمثلاً ياسر عرفات، وخليل الوزير، وصلاح خلف كانوا من المتدينين، (إخوان مسلمون) خالد الحسن متدين  (  تحريري) فاروق قدومي    (علمانياً بعثياً )

تأسيسها:

مؤسسو الحركة وكادرها الأول عاشوا في مناطق جغرافية مختلفة، وبالتالي حملوا تجارب أحزاب وحركات تلك الشعوب، فمنهم من عاش في غزة، وغالبيتهم عاشوا في دول الخليج (الكويت ، السعودية ، قطر.... )، وآخرين عاشوا التجربة الجزائرية وتأثروا فيها كثيراً، ومنهم من عاش في أوروبا الغربية، فغالبية أبناء فتح الأوائل هم من خريجي الجامعات أو من طلاب الجامعات.

-         فلسطين يسكنها أناس ذو ديانات مختلفة، ففيها المسلمون، والمسيحيون، واليهود ولذلك فتح لا تستطيع إلا أن تكون حركة علمانيه لأنها حركة الشعب الفلسطيني.

-         ومن هنا، ومنذ ولادتها، لم تكن حزباً بل حركة تحرر وطني وعلمانية، ومنتسبوها ذا اتجاهات سياسية مختلفة، وكل ما طلب من أعضائها أو من الذين يريدون الانضواء تحت لوائها ان يجمدوا نشاطاتهم الحزبية ويتبنوا وينصهروا في أفكار حركة فتح البسيطه مثل:

           - تحرير فلسطين بالكفاح المسلح اولاً

           - العودة هى طريق الوحدة العربية وليس الوحدة هي طريق العودة....

            - فلسطين دولة ديمقراطية يعيش فيها الجميع بالتساوي ودون تميز ديني او عرقي

وبما أن حركة فتح هي حركة إئتلافيه وحركة قوى تعايشت داخل الحركة، فقد نصت اللائحة الداخلية للجنة المركزية على أن جميع أعضاء اللجنة المركزية متساوون في الحقوق والواجبات هذا يعني أن القرارات يجب أن تأخذ بالحوار والنقاش والإقناع ومن ثم التصويت. ولذلك فان الديمقراطية هي جزء أساسي من تراث الحركة منذ نشأتها. الغالبية العظمى لقيادة حركة فتح وكوادرها الأساسية، هم من أبناء الاتحاد العام لطلبة فلسطين، ومن قياداته والاتحاد عبارة عن مؤسسه ديمقراطية القيادة فيها لمن يستطيع الفوز بالانتخابات القاعدية .فلكل فرع من الاتحاد هيئته الإدارية يتم انتخابها من الهيئة العامة والقيادة العليا أي الهيئه التنفيذية فكانت تنتخب من المؤتمر العام للاتحاد الذي يحضره ممثلون من كل أنحاء العالم، أي أن العملية الانتخابية والديمقراطية هي جزء أساسي من تراث الأخوة قيادة حركة فتح .

 

النظام الأساسي

-   ولو أخذنا النظام الأساسي لحركة فتح لوجدناه قريباً من النظام الأساسي للاتحاد العام لطلبة فلسطين آخذاً بعين الاعتبار خصوصية حركة فتح وهي :

- إنهاء حركة ثورية عسكرية

- أنها حركة سرية في الأساس وتسمح بالعلنية فقط في المناطق المسموح بها العمل السياسي، أو التي سمحت للحركة بالتواجد على أرضها كوريا الشقيقة وكانت أذرتها العلنية عدا قواتها العسكرية، الهيئات والمنظمات الشعبية الفلسطينية والعربية، أي أن المواقع القيادية لأبناء فتح في هذه الهيئات والمنظمات يجب ان يحصلوا عليها من خلال العملية الديمقراطية وهي الانتخابات والتنافس مع القوى والتيارات الأخرى الموجودة على الساحة من قومين عرب وبعثيين وإخوان مسلمين تحريرين ....

-         النظام الأساسي للحركة

   حركة  فتح هي حركة عسكرية سرية وكان لها ذراعان أساسيان:

1-  القوات العسكرية

ويتم فرزها من أبناء التنظيم في مختلف أنحاء العالم للحركة، وبعد أن يحصلوا على الدورات اللازمة، ولكن وبعد بروز الحركة وخروجها إلى العلنية وخاصة بعد معركة الكرامة وبعد دخول حركة فتح  ل" م ت ف " واستلامها لقيادتها فقد وضعت:

         - قوات جيش التحرير الفلسطيني المتواجدة في الدول العربية تحت أمرتها وأدمجت أولاً بأول في قواتها العسكرية.

 - القوات الفلسطينية العاملة في مختلف الجيوش العربية والتي انسلخت عنها بسبب الأوضاع الداخلية لتلك الدول

2-  تنظيم حركة فتح

وهو تنظيم سري في أساسه ويتشكل من:

-         الخلية

-         الحلقه وتتشكل من عدة خلايا

-         الجناح وتتشكل من عدة حلقات

-         الشعبه وتتشكل من عدة أجنحه

-         المنطقه وتتشكل من عدة شعب ويتم إنتخاب لجانها القيادية من خلال مؤتمر عام

-          الاقليم ويتشكل من عدة مناطق ويتم انتخاب لجانها القيادية من خلال مؤتمر عام

 

أي في عبارة أخرى فان كافة قيادات الحركة من بدايتها يتم فرزها من خلال المؤتمرات القاعدية بواسطة الديمقراطية المركزية، وهذه القاعدة أي الديمقراطية المركزية تطورت لتحل محلها الديمقراطية الحقيقية، أي ان القيادات تنتخب مباشرة من قواعدها

-         أما في الوطن فنظرا لخصوصية هذه الساحه فقد قسم الوطن الى مناطق جغرافية حسب تشكيل المحافظات في ذلك الوقت أي (نابلس، القدس، الخليل ....، غزة ) وعين لكل محافظة لجنة متابعه ( مثلا لجنة نابلس ...) متواجدة في الخارج، وكانت مهمتها متابعة العمل في تلك المحافظة، وتشكيل حلقة الوصل ما بين القاعدة والقيادة، وكان التنظيم عبارة عن مجموعات  صغيرة  مرتبطة مباشرة مع القيادة، في الخارج، نظراً للسريه المطلقه.

-         وفي نفس الوقت كان تأطير شعبنا تنظيمياً يسير على قدم الوساق فأسست الشبيبه الفتحاوية أي تنظيم حركة فتح وأخذت الأمور تتطور حتى  توجت بالانتفاضه المباركة الأولى وتحول العمل السري إلى عمل شبه علني وعمل شعبي انتفاضي.وبقى الوضع علما هو عليه حتى بدأت المفاوضات تلوح في الأفق والتي بدأت في مؤتمر مدريد وانتهت باتفاقيات اوسلو التي أخرجت تنظيمنا للعلنية

-          بعد أوسلو تم تقسيم الوطن إلى منطقتين جغرافيتين :

أ‌-     الضفة الغربية، وعين لها قيادة من كوادرنا في الوطن ومن الأخوة المبعدين من الضفة، وسميت اللجنة الحركية العليا، وكانت تتألف من ( 15) كادرا برئاسة الأخ الشهيد فيصل الحسيني  عضو اللجنة  المركزية للحركة، وعين الأخ مروان البرغوثي عضو المجلس الثوري أمينا للسر، وقد تم توسيع هذه اللجنة الى أن وصل عددها الى ( 45) عضوا ومن ثم الى (67) عضوا

ب‌-غزة وعين لها قيادة من كوادرنا في الوطن والخارج، وسميت أيضاً اللجنة الحركية العليا، وكان عددها ( 15) عضوا برئاسة الاخ د. زكريا الآغا عضو اللجنة المركزية، وعين الأخ احمد حلس عضو المجلس الثوري خلفاً للاخ الشهيد صلاح القدوة كأميناً للسر ...

وبعد قيام السلطة الوطنية بدء العمل بتأطير ينظم الوطن فعقدت مؤتمرات في كثير من المناطق والأقاليم، وانتخبت هيئاتها القيادية مباشرة من هذه المؤتمرات بعد ان تم وضع معيار للعضوية.

وفي عام ألفين وقبل انطلاقه الانتفاضة بدأ بإعادة ترتيب البيت الفتحاوي في الوطن، وبدأ بتشكيل مكتب التعبئة والتنظيم في الوطن، وقد خطى تشكيل هذا المكتب عدة خطوات إلى الأمام، في الضفة الغربية، حيث ضم كافة التشكيلات السابقة المتواجدة على الساحة، ولا زالت الأمور تسير بالاتجاه الصحيح مسترشدين بروح النظام الأساسي للحركة وتنفيذا لقرارات المجلس الثوري السابقة أما في قطاع غزة فقد بقى الوضع علما هو عليه .. وهذا تأكيد على أن حركة فتح مستمرة في اعتماد الديمقراطية والانتخابات كأساس لفرز الهيئات القيادية

 

المؤتمر العام للحركة يتشكل:

-القوات العسكرية بحكم الموقع

- التنظيم: وهذه عبارة عن شرائح ممثله لتنظيم حركة فتح في كل أنحاء العالم وهو تمثيل نسبي حسب عدد أعضاء تنظيم حركة فتح في تلك البقعة من الأرض وهي عبارة عن اطر منتخبه

- المكاتب الحركية

وهم ممثلو المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات المهنية ( طلاب ، عمال ، مرأة .. وهي عبارة عن شرائح  منتخبه أيضا وتمثل أبناء الحركة في هذه التنظيمات  الفلسطينية.

-اللجنة المركزية

-         وهي القيادة الأولى ويتم انتخابها من المؤتمر العام للحركة مباشرة بالاقتراع السري –أي ممارسة الديمقراطية في أقصى أشكالها

-المجلس الثوري

-         الحلقة الوسيطة (البرلمان) نصفه يجب أن يكون منتخباً حتى يستطيع المحاسبة والمراقبة.

-         مسؤل عن تنفيذ قرارات المؤتمر

-         مراقبة أداء الحركة في فترة غياب المؤتمر

-         له الحق في فصل 3/1 أعضاء اللجنة المركزية 

وهو اطار ديمقراطي أيضاً، وللمجلس عدة لجان تخصصيه مثل لجنة التعبئة والتنظيم، اللجنة الاقتصادية ، اللجنة المالية، لجنة الانتخابات، لجنة المنظمات الشعبية ، لجنة الأمن .....

-المؤتمر العام السادس للحركه .

بعد جدل طويل وبعد مناقشات واجتهادات مختلفة داخل أطر الحركة القيادية والقاعدية، وبناءً على قرار المجلس الثوري في عام "97"، بأنه يجب عقد المؤتمر العام السادس في أسرع وقت ممكن، وبعد إقتراح الأخ الرئيس بعقد المؤتمر قبل نهاية عام " 2004" وموافقة المجلس الثوري في دورته التي عقدت  في شهر آذار عام 2004 فقد تم الاتفاق على عقد هذا المؤتمر العتيد في يوم "4/8/2005 " .

إن عقد المؤتمر السادس هو عملية طويلة وصعبه ولذلك يجب التحضير لها بكل دقه وعناية، وقد تم تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي بدورها ناقشت هذا الموضوع على عدة اجتماعات على طاولة الأخ الرئيس وتم الاتفاق على تشكيل اللجان الفرعية. وقبل انعقاد المؤتمر يجب على كافة الأقاليم في الوطن والشتات إجراء إنتخابات من القاعدة حتى القمة وكذلك الهيئات والمنظمات والإتحادات الشعبية والنقابات المهنية .

 

-ما بعد ياسر عرفات  

لقد فاجأ انتقال السلطة وتوزيع الصلاحيات في الأطر القيادية الفلسطينية الصديقه قبل العدو، وذلك لأن رمزية الرئيس الراحل وقيادته التاريخية، وقدرته على القيادة غطت على الأطر القيادية والأظمه والقوانين، علماً بان الرئيس الراحل كان حريصاً على هذه الأطر، فهو لم يتجاوزها في يوم من الأيام، وخاصة في القضايا الجوهرية، ولكن قدرته على تطويعها وانتزاع القرار منها أظهرها وكأنها غير موجودة.

فما أن غاب الرئيس الخالد حتى أخذت هذه المؤسسات دورها فاجتمعت اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة مجلس الوزراء، ورئاسة المجلس التشريعي، ووزعوا الصلاحيات فيما بينهم، فبالنسبة لحركة فتح فالمسؤوليات واضحة حيث يتولى فاروق القدومي شؤون حركة فتح بصفته أمينا للسر، ونظراً لتواجده في الشتات فيكون محمود عباس بصفته نائباً لأمين السر شؤون حركة فتح في الوطن.

أما بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فتولى أمورها أمين سر اللجنة التنفيذية، الأخ محمود عباس، والذي انتخب بدوره رئيساً للجنة التنفيذية، أما بالنسبة للسلطة الوطنية فتولى رئاسة السلطة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الأخ روحي فتوح حسبما جاء في النظام الأساسي للسلطة الوطنية لحين إجراء الانتخابات الرئاسية، والتي ستجري في "9/1/2005" .

أما شؤون مجلس الوزراء، فقد أوكلت لرئيس مجلس الوزراء الأخ أبو علاء وأعطيت له كافة الصلاحيات الموجودة في النظام الأساسي، حيث تولى بالإضافة إلى مجلس الوزراء رئاسة مجلس الأمن القومي بصفته نائباً للرئيس. وللعلم فان كافة الأخوة الذين تولوا كافة المسؤوليات هم أعضاء قيادين في حركة فتح. وهذا تأكيد واضح على أن حركة فتح ذات التراث الديمقراطي العريق قد أثبتت أنها لا زالت متمسكة في أطرها وتقاليدها وأنها حركة مؤسسات وليس حركة أفراد كما كان يعتقد الكثيرون.

 

ومن هنا فإن عام "2005" هو عام الإنتخابات سواء بالنسبة للشعب الفلسطيني أو للحركة، فستجري الإنتخابات البلدية للمرحلm الأولى يوم "23/12/2004" كما كان مقرراً وستستمر حسب ما جاء في المرسوم الإنتخابي وقد اعتمدت كوتا نسائيه في المجالس المحلية التي تنص على منح المرأة مقعدين على الأقل في كل مجلس بلدي ..

 

والانتخابات الرئاسية فستجري يوم "9/1/2005" حسبما جاء في النظام الأساسي وستخوض حركة فتح هذه الانتخابات بمرشح واحد ، وهو الأخ محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية، لما هذا التزاوج من معنى وهو الحفاظ على وحدة منظمة التحرير في الداخل والخارج وبذلك المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده. وقد آخذت حركة فتح على عاتقها أن تخوض هذه الانتخابات بكل نزاهة وشفافية

 

أما الانتخابات التشريعية فقد أوصت الحركة أن تجري هذه الانتخابات يوم "15/5/2005 " حيث هذا الموضوع هو من اختصاص المجلس التشريعي .

 كما تم مناقشة النظام الانتخابي الجديد والتيار الغالب في الحركة هو مع تخصيص كوتا للمرأه لا تقل عن "20% "  وكذلك مع النظام المختلط ( أي نظام الدوائر والنظام النسبي )

وبهذه المناسبة نحن نتوجه إلى أصدقائنا في كل أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا أن يرسلوا مندوبين لمراقبة كافة الانتخابات المحلية والرئاسية والتشريعية وأيضاً ممارسة الضغوط اللازمة على الحكومة الإسرائيلية لتسهيل عملية الانتخابات وذلك بسحب قواتها والعودة إلى الوضع التي كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة.

 
 

 

 

PASSIA
The Palestinian Academic Society for the Study of International Affairs, Jerusalem

Tel: +972-2-6264426 / 6286566 • Fax: +972-2-6282819
P.O.  Box 19545,  Jerusalem
Email:
passia@palnet.com
Copyright © PASSIA