ميدان تقسيم
القدس - اخبار البلد - في اطار الندوات والورش المميزة التي تعقدها بين الحين والأخر الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية " باسيا" التقى نفر من الدبلوماسيين والمهتمين والمثقفين في فندق الليغاسي بالقدس وذلك لاستماع الى ما سيقوله البروفيسور مهران كامرفان استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون الامريكية القادم من قطر ، وكان من بين الحضور السفير التركي وسفير جنوب افريقيا وبعض الدبلوماسيين الاوروبين اضافة الى عدد من المقدسين المتابعين لنشاطات الجمعية
اما عنوان هذا الاجتماع فلقد كان فريدا من نوعه حيث كان احداث ميدان "تقسيم " التركي بين السياسة العربية والتموذج التركي ، والفريد ايضا كان المحاضر ذاته فهو ايراني المولد امريكي الجنسية ويعمل في قطر التي اصبحت لاعبا هاما بكل ما يجرى في المنطقة وهو متزوج من سيدة تركية من اسطنبول هذا التنوع في تركيبة المحاضر ركز عليه د مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية " باسيا " بأسلوبه الذكي وفي محاولة منه لإثراء الحوار الذي كان فيه الكثير من الاتفاق على الاختلاف ، رغم محاولة البعض ربط ذلك بالوضع الفلسطيني إلا ان المحاضر اكد ان العلاقة ليست مباشرة وليست قريبة
استهل د عبد الهادى الجلسة بقوله ان النموذج التركي يعتبر مثالا يحاول العرب تقليده وانه حاول ان يفهم هذا النموذج " قبل سنوات شاركت في مؤتمر في اسطنبول لقد حاولت ان افهم هذا النموذج فتوجهت زميل تركي جلس الى جانبي اسمه داود اوغلو وزير الخارجية التركي الحالي ، وسألته عن ذلك فقال له : اذهب لنوم في فندق تركي ليلة واحدة ولكن عليك ان تختار غرفة واحده من بين اربع غرف الغرفة الاولى هي غرفة الاسلام وما فيه من شريعة وعادات والغرفة الثانية القومية التركية وما يمثله نموذج اتاتورك في ذلك والغرفة الثالثه اوروبا والانضمام الى الاتحاد الاوروبي وما يعنى ذلك والغرفة الرابعة غرفة حلف ناتو والذي نحن فيه شركاء فيه منذ زمن ، وعليك ان تختار !! فلم اعرف الاجابة وازدادت حيرتي حيرة ، فطلبت منه ان يساعدنى في الاختيار فقال لي : نحن يا صديقي لا ننام ونبقى جميع الغرف مفتوحة ونتعايش معها فنحن مفتوحين على كل الغرف هذا هو النموذج التركي
بينما علل د مهران ما جرى من اعمال احتجاجية في ميدان تقسيم في اسطنبول بأنه دليل على مستوى الديمقراطية العالي الذي وصلت اليه تركيا منذ تولى حزب العدالة الحكم ، فاليوم النظام التركي ديمقراطي اكثر من أي وقت مضي في تاريخ تركيا اضافة الى الثقة العالية بالنفس التي يتمتع بها الاتراك نتيجة القوة الاقتصادية التي وصلت اليها تركيا والتي اصبحت قوة اقتصادية اقليمية اما السبب الرابع فهو شخصية رئيس الحكومة طيب رجب اوردغان الذي اصبح يتمتع بثقة عالية بالنفس تصل الى حد المبالغة في فترة حكمه الثالثة مما ادى الى الادلاء بتصريحات اعتبرها الاتراك بأنها تدخل في الشأن الاجتماعي وهذا اثار الرأي العام هناك
وهنا حاول د عبد الهادى اثراء النقاش حول العلاقة بين حماس وتركيا على ضوء الزيارة الاخيرة لقادة حماس فقال البروفيسور ان رئيس الحكومة التركي ذكي ولا اعتقد انه سيقوم بالوقت الحالي بزيارة الى غزة قبل انهاء الازمة في بيته