- مؤشرات المفاوضات والعناصر المؤثرة فيها
- فرص تحقيق الاتفاق وتداعياته المحتملة
ليلى الشيخلي: حياكم الله. نتوقف في هذه الحلقة عند المفاوضات الجارية في القاهرة بين حركة حماس وإسرائيل بصورة غير مباشرة التي شهدت مؤخرا زخما لافتا وسط إشارات متفائلة بإمكانية تحقيق اتفاق بشأن التهدئة وفتح المعابر خاصة بعد انضمام الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حماس إلى مباحثات القاهرة. في حلقتنا محوران، ما التعقيدات التي تواجه أطراف الصراع لتحقيق اتفاق في مباحثات القاهرة؟ وكيف تبدو فرض التوصل لتفاهمات مشتركة مع تصاعد وتيرة اللقاءات؟... في خانة التكهنات تراوح نتائج المفاوضات حول تحقيق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس منذ انطلاق المفاوضات الغير مباشرة بشأنها إبان عدوان إسرائيل على غزة، فرغم حديث الوسيط المصري عن قرب التوصل لاتفاق أكدت حماس أن ثلاث عقبات لا تزال قائمة في وجه المفاوضات، التباس يلف أيضا مسار تبادل الأسرى الذي قفز إلى السطح في الأيام الماضية في مسعى يقال إن أنقرة هي من يقف وراءه.
[تقرير مسجل]
المعلق: على كثرة ما يدور حوله من تصريحات إلا أن موضوع اتفاق تهدئة بين
حماس وإسرائيل لايزال محاطا بالكثير من الغموض خصوصا إلى جهة المرحلة التي بلغتها المفاوضات بشأنه حتى الآن، فالقاهرة عراب وراعي مباحثات الهدنة تقول إن ثمة مؤشرات على قرب إنجازها وهو أمر قرأه المراقبون في دخول القيادي في حماس محمود الزهار على خط التفاوض حول التهدئة في أول ظهور له بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن حماس من جانبها تتحدث عما سمته العقد الثلاث التي تقول إنها لا تزال تعترض المفاوضات.محمد نزال/ عضو المكتب السياسي في حركة حماس: نحن وافقنا على التهدئة لمدة عام ونصف ولكن الإشكالية أن الإسرائيلي لا يريد أن يلتزم بهذه المدة وهو يريد الحديث عن تهدئة مفتوحة وهذا غير ممكن، إذا حلت هذه العقدة نكون قد تقدمنا باتجاه الاتفاق طبعا، العقدة الثانية تتعلق بكسر الحصار وفتح المعابر هناك معبر رفح وهذه مسؤولية مصر، مصر لا تريد أن تخضع معبر رفح لهذا الاتفاق في المرحلة الأولى تقول بعد إبرام التهدئة نخضع اتفاقية معبر رفح للتفاهم بين السلطة الفلسطينية وحماس معنى ذلك ليس هناك ضمانات لفتح المعبر، أما بالنسبة للمعابر التي سيطر عليها الإسرائيليون يقول الإسرائيليون إنهم مستعدون لفتحها ولكنهم سيرفعون الحصار بنسبة 80%.
المعلق: هذه إذاً كما تقول حماس المحطة التي بلغها قطار التهدئة حتى الآن بعد مسيرة بدأت بعيد انطلاق الهجوم الإسرائيلي على غزة في أواخر شهر ديسمبر الماضي. فماذا عن موضوع الجندي الأسير لدى حماس جلعاط شاليط الذي دخل إلى الخط خلال الأيام الماضية فقط؟ إسرائيليا ثمة تسريبات تؤكد حرص حكومة أولمرت المنصرفة على تحقيق صفقة بشأنه في مسعى يبدو كأنه سباق مع الزمن قبيل انتخابات الثلاثاء القادم في
إسرائيل وهو أمر حاول أولمرت التقليل من شأنه في خطوة قرأ فيها البعض محاولة لإخفاء الموضوع حتى يخرج إلى العلن إنجازا له فعله في صناديق الاقتراع التي يخشى كثيرون داخل إسرائيل وخارجها أن تحمل اليميني المتشدد بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم، ورغم أن التكهنات بشأن مسار صفقة إطلاق شاليط قد بلغت حد الحديث عن عدد ونوعية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابله إلا أن حماس التي لم تصرح بعد بقبولها دمج مساري التفاوض بخصوص التهدئة وتبادل الأسرى تؤكد أن لا جديد في الموضوع رغم ما نقل عن ترحيبها بجهود تركية في هذا الصدد. لا يزال إذاً ثمة ما يجب إنجازه على مساري التهدئة وتبادل الأسرى خلال الساعات التي تفصلنا عن فتح صناديق الاقتراع في إسرائيل وما قد يستتبع ذلك من تطورات سيكون لها ما بعدها على كل هذه المسارات.[نهاية التقرير المسجل]
مؤشرات المفاوضات والعناصر المؤثرة فيها
ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من القدس الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية، من عمان معنا الدكتور حسن نافعة الأمين العام لمنتدى الفكر العربي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أهلا بكما. أبدأ معك دكتور مهدي عبد الهادي بخصوص ارتفاع مستوى التمثيل خلال الدكتور الزهار هل هذا فعلا مؤشر على قرب التوصل إلى اتفاق برأيك؟
مهدي عبد الهادي:
نعم حضور ومشاركة الدكتور الزهار في هذه المرحلة يعني أننا أمام صفقة، الصفقة لها بابان الباب الأول هو الملف الإسرائيلي والباب الثاني الملف الفلسطيني، الملف الإسرائيلي يغطي مسألة المعابر كلها بلا استثناء بما فيها رفح
ليلى الشيخلي (مقاطعة): طيب قبل أن نتحدث عن تأثير الانتخابات، نعم هذا سؤال لا شك سيطرح ولكن قبل أن نتحدث عن موضوع الانتخابات أريد أن أسألك دكتور حسن نافعة، أكثر من طرف يتحدث عن اتفاق، التوصل إلى اتفاق مشرف بالنسبة للفلسطينيين، ما هو المقياس الذي يجعل الاتفاق مشرفا من عدمه؟
حسن نافعة:
يعني هذه المسألة واضحة تماما، الفلسطنيون يريدون رفع الحصار لأنه لا يوجد مبرر قانوني أو أخلاقي لاستمرار هذا الحصار وبالتالي إذا كسر الحصار أصبحت هناك إمكانية لأن يتنفس الشعب الفلسطيني بحرية تمكنه على الأقل من التفكير في مستقبله، أيضا هناك..ليلى الشيخلي (مقاطعة): في الواقع طرحت هذا السؤال إذا سمحت لي، لأن السيد حسام زكي اليوم قال سيتم قريبا التوصل إلى اتفاق بشأن التهدئة وفتح جزئي للمعابر. يعني كيف يمكن أن يعني يفهم هذا كأنه التوصل إلى اتفاق مشرف بالنسبة للجانب الفلسطيني؟
حسن نافعة:
أنا شخصيا لا أعتقد أنه يمكن الوصول في ملف إلى اتفاق دون بقية الملفات الأخرى، أنا أظن أن الملفات كلها مترابطة وعقدتها الأساسية -في تقديري الشخصي وهذا استنتاج- هو موضوع الاعتراف بحماس، هل حماس طرف في المسألة؟ وهل يمكن قبولها باعتبار أنها يعني هل يتم التعامل معها على أنها حكومة إنقلابية غير شرعية؟ إلى آخره أم أنها أصبحت طرفا متساويا تماما في إيجاد حل لهذا المأزق الفلسطيني المستحكم؟ لا أظن أنه يمكن إيجاد تفاهم حول قضية المعابر بمعزل عن قضية المصالحة الوطنية بمعزل عن بقية الملفات الأخرى. وإسرائيل تريد أيضا شاليط والمنظمة، يعني الطرف الفلسطيني يصر على أن موضوع شاليط هو موضوع منفصل هو مقابل الأسرى وليس مقابل كسر الحصار، وهناك اتفاق على أن يجري هذا بالتوازي وبالتالي أظن أن كل الملفات الأربعة مفتوحة ولا يمكن التوصل إلى اتفاق دون بقية الملفات لكن عقدتها الأساسية هي.. وبالذات هناك طرف مصري أيضا لا يريد أن يتعامل مع حماس مباشرة على اعتبار أنها يمكن أن تسيطر على معبر رفح تحديدا ومن هنا فكرة تأجيل الموضوع موضوع معبر رفح إلى أن يتم التوصل إلى التهدئة، أظن أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول كل هذه الملفات بشكل متوازن لن يكون هناك اتفاق. ثم كانت هناك أيضا عقدة المسألة الإسرائيلية هل يعني، من يوظف الموضوع لصالح مكاسب؟ هل يتم استخدام التوصل إلى اتفاق للتأثير بشكل معين على الانتخابات؟ أنا أظن أنه من الصعب جدا الآن أن يكون هناك اتفاق قبل أن يذهب الناخب إلى صناديق الانتخابات، المسألة كلها ستحسم في الفترة التي ستجري بين نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة لكن إذا أفرزت الانتخابات أغلبية يمينية وكان واضحا أن نتنياهو هو الذي سيأتي رئيسا للوزراء هنا ستصبح عقدة حقيقية، هل ستستطيع الحكومة التي تعرف أنها مؤقتة وأنها انتهت هل ستستطيع أن تبرم اتفاقا تعرف أن الحكومة القادمة قد تعرقل..ليلى الشيخلي (مقاطعة): بمناسبة الحديث عن بنيامين نتنياهو، دكتور عبد الهادي، يعني واضح أن التصريحات الأخيرة لبنيامين نتنياهو عن أنه الصديق للفلسطينيين والوحيد الذي يستطيع أن يحقق أي سلام للفلسطينيين، يعني فرق شاسع وكبير عن خطابه قبل أيام فقط في هرتسيليا هذا الخطاب الذي توعد به وهدد، ماذا تقرأ في هذا التحول؟ طبعا الدواعي انتخابية ولكن ما الفارق، يعني الفرق نتحدث عن أيام فقط هو أدرك تماما أن الانتخابات على الأبواب فما الذي غير خطابه؟
مهدي عبد الهادي: النفاق السياسي الإسرائيلي ليس جديدا وليس طارئا والمسألة معروفة ومسلم بها وهي خطابات إعلامية في هذه المرحلة لكسب بعض الأصوات هنا وهناك، نحن الآن أمام صفقة قبل تشكيل الحكومة القادمة، بعد الانتخابات مباشرة فرصة أولمرت في هذه المرحلة الآن لمصلحة إسرائيلية بالتحديد وأيضا مصلحة فلسطينية ومصلحة مصرية ومصلحة إقليمية، مع رياح التغيير القادمة من واشنطن مع الأحاديث التي تمت الآن مع جورج ميتشل في صفقة الآن ترتبط بست ملفات معا وفي آن واحد ويمكن إبرامها الآن إذا حسمت الأمر بين الأطراف كلها، الملفات واضحة في الملفات الإسرائيلية الثلاثة هي المعابر جميعها بلا استثناء وسنعيش مسألة مخاض فتح وإغلاق في هذه المعابر ومسألة تبادل الأسرى وبالتحديد مروان البرغوثي مقابل شاليط مع أسرى آخرين لمصلحة فلسطينية ومصلحة إسرائيلية ثم البعد الثالث المطروح إسرائيليا بين المعابر وبين شاليط مسألة التهدئة وتم الاتفاق عليها، في جانب الملفات الثلاثة الفلسطينية هي الحكومة إذا اتفقت الآن حماس على أن تدخل الحكومة تجاوزت حماس مسألة الشروط الثلاثة وتجاوزت حماس مسألة تأكيد الشرعية أو الغير شرعية إذا دخل في الحكومة الوحدة الوطنية الآن تجاوزت هذه المسألة ثم انتقلنا إلى الملف الفلسطيني الأساسي منظمة التحرير وإعادة صياغتها وأيضا مسألة إعمار غزة ست ملفات معا كصفقة مشتركة يظهر فيها الآن الدكتور محمود الزهار بغض النظر بعد الانتخابات بأسبوعين لأنه لن يستطيع نتنياهو أن يشكل الآن بأيام معدودة، هنالك أزمة فكر وأزمة رؤية وأزمة قيادة بإسرائيل، نتنياهو سيشكل حكومة ضعيفة حكومة انتقالية وسنعيش معها مخاضا سياسيا مريرا لمدة عام، علينا أن نجابهها في قضايا جرائم الحرب ونجابهها بالرأي العام ونجابهها أيضا بالحضور المكثف بالساحة الأميركية الآن التي تبحث عن قضية أساسية تبناها جورج ميتشل وهي مسألة الاستيطان كسرطان يقضي على المستقبل كله..ليلى الشيخلي (مقاطعة): وربما من هنا جاء الغزل، غزل نتنياهو ليس للفلسطينيين كما قال بعض المحللين بل غزل لواشنطن خصوصا إذا استذكرنا تصريحات بايدن أمس عندما قال إن أولى الأولويات بالنسبة لإدارته الآن هي تثبيت التهدئة. دكتور حسن نافعة ماذا تقرأ في هذا؟
مهدي عبد الهادي:
تمام.حسن نافعة:
في واقع الأمر موضوع العنصر الأميركي هو عنصر حاسم في حقيقة الأمر وأنا يعني كنت أتوقع أو ما زلت أتوقع أن يأتي نتنياهو وستكون هناك مشكلة باراك أوباما، نتنياهو، هذه مسألة يعني ستكون فعلا هناك مشكلة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية وسيظهر في هذه اللحظة تحديدا إلى أي مدى الولايات المتحدة الأميركية مصرة على أن تغير فعلا من سياستها الخارجية وفي أي اتجاه يمكن أن تدفع فيه اتجاه التسوية. أظن أن بنيامين نتنياهو لن يغير أيديولوجيته أو موقفه كثيرا وسيحاول أن يتلاعب بالأمور كلها وسيضغط على الرئيس باراك أوباما وبالتالي سنكون أمام لحظة في واقع الأمر ستشكل عقدة كبيرة، أنا لا أظن أن الأمور ستسوى بمثل هذه السهولة، المشروع الصهيوني في تقديري الشخصي له آلياته وديناميكياته ولا أظن أن السياسة الإسرائيلية ستتغير بهذه البساطة وبالتالي هناك أزمة قادمة في العلاقات الإسرائيلية الأميركية أرى بعض معالمها في حالة وصول نتنياهو إلى السلطة وبالتالي هذه ستكون الإشكالية التي سنرى إلى أي مدى ستغير الولايات المتحدة الأميركية سياستها وسيتحول شعار التغيير الذي طرحه باراك أوباما إلى شعار حقيقي على الأرض هذا هو المعيار الذي سنراه هذه هي المسألة الفاصلة في رأيي الشخصي، لكن على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى العربي هناك ما تزال مشكلات كثيرة. أتمنى لو أستطيع أن أشارك الدكتور مهدي تفاؤله، أنا لا أظن أن الأمور وصلت إلى مرحلة النضج الحقيقي ما تزال هناك مشكلات ومشكلات معقدة جدا خاصة على الساحة الفلسطينية.ليلى الشيخلي: على العموم، ولكن تبقى الورقة الأساسية في هذا الموضوع كله هي ورقة جلعاط شاليط، لا يزال يلفها الكثير من الغموض، سنناقشها بعد الفاصل أرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
فرص تحقيق الاتفاق وتداعياته المحتملة
ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد في حلقتنا التي تناقش فرص تحقيق اتفاق للتهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة، ومن الواضح جدا أن لدينا موقفين مختلفين في هذه الحلقة، موقف متفائل من الدكتور مهدي عبد الهادي وموقف أكثر تحفظا من الدكتور حسن نافعة. يعني بالنسبة لموضوع شاليط بالتحديد، دكتور مهدي عبد الهادي، يعني رغم أن أكثر من طرف كان يتحدث عن عدم دمج المسارين، أنت يعني ذاهب في طريق أن الموضوع يتم بحثه وتقريبا تم حسمه بل تمت يعني مقايضة ستكون هناك مقايضة لشاليط ببرغوثي، إلى أي حد يعني هذا يغير أو يعتمد على النتيجة التي خرجت بها الحرب؟ يعني كيف سيضع الموازين، هل سيحدد بصورة أوضح الخاسر والرابح في الحرب؟
مهدي عبد الهادي:
ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل. المؤمن عليه أن يأمل ويتأمل ويتمسك بهذا الإيمان أننا صمدنا وصبرنا ولا بد من يوم من الفرج، الفرج قريب بمعنى أن رياح التغيير في العالم كله الآن تسجل على إسرائيل جرائم الحرب وتتهم إسرائيل بصوت عال وواضح وصريح بأن ما قامت به ليس عدوانا عاديا، حرب إجرامية أرادت بها أن تصفي الشعب الفلسطيني، التضامن العربي والعالمي وأيضا شبه الرسمي من بعض المؤسسات الأوروبية وخاصة الآن المؤسسة الأميركية الجديدة تأتينا برياح التغيير، هذا بعد. البعد الثاني هو الصمود الأسطوري الفلسطيني الآن الواضح، والبعد الثالث هو تأقلم حركة حماس في البعد السياسي الحالي بأنها هي أمام صفقات سياسية مترابطة، ثلاثة ملفات إسرائيلية وثلاثة ملفات فلسطينية. الشباك الصغير الذي يفتح الآن لليس فقط الاعتراف بحركة حماس جزءا من الشعب الفلسطيني وانتخابها الشرعي وإنما لمشاركتها بصنع القرار الآن على أرض غزة بدون إقامة نظام سياسي منفصل، البحث الآن عن نظام سياسي فلسطيني يجمع الضفة وغزة ومستقبل القدس أيضا يتطلب من هذه الحركة بإرسال القائد الأول لها في أرض غزة بعد سكوته 22 يوما من هذه الحرب وظهوره العلني وحديثه الواضح والصريح أنه أمام إبرام صفقة، الصفقة تقول تهدئة مبدئيا اتفقنا، تبادل الأسرى بالتحديد شاليط، مروان وآخرين مقبولة. وأولمرت الوحيد الذي يستطيع أن يعطي هذا القرار قبل أن يتولى نتنياهو الحكم خلال ثلاثة أسابيع لمصلحة إسرائيلية أيضا لإعادة إنقاذ حركة فتح من كبوتها وأيضا لتلاحم البيت الفلسطيني بين فتح وحماس لأن فتح الآن كجسم سياسي بعد أربعين سنة من النضال غير موجود مؤسساته غير موجودة مؤتمره السادس لم يعقد لم ينتخب قياداته، في حاجة ماسة إلى هذه الوحدة الفلسطينية، والبعد الثالث بطبيعة الحال المعابر لأنها المتنفس الوحيد للسجن، نحن نعيش في أقفاص في سجون، فهذه الصفقة بالأبعاد الثلاثة تتطلب القبول بين حماس وفتح تشكيل حكومة الآن وحدة وطنية فورا والبحث أيضا عن إعادة تشكيل المظلة ونبض الشارع الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية كمظلة للشعب الفلسطيني، وإعمار غزة، إعمار غزة لن يمكن أن يكون لا من طرف واحد ولا من هيئات دولية وحدها، تحتاج إلى نظام سياسي فلسطيني على أرض الواقع تتعامل مع الأجندة الدولية وتتعامل مع واقع غزة.ليلى الشيخلي: هل هذا الاتفاق، دكتور حسن نافعة، إذا تم التوصل إليه ورغم تحفظك عليه يعني ضروري جدا من أجل حتى وضع أي إطار لمصالحة في المستقبل القريب؟
حسن نافعة:
لا يمكن التوصل إلى تهدئة ما لم يكن هناك أفق حول معرفة ماذا سيحدث بعد هذه التهدئة
ليلى الشيخلي (مقاطعة): ربما الشيء الأكيد على الأقل هو أن الطرف الفلسطيني حريص جدا هذه المرة أن يبقي أي اتفاقية بعيدا عن الإعلام ولذلك هذا يفسر القليل القليل الذي رشح عن أي اتفاق يمكن أن يكون تم التوصل إليه. على العموم أشكرك جزيل الشكر دكتور حسن نافعة الأمين العام لمنتدى الفكر العربي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، وشكرا طبعا جزيلا للدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية. وشكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بأمان الله.
التعليقات